7- انتفاضة الشعب فرحت جماعة الاصلاح والوحدة بنجاة نجم الدين واجتمعوا فى دار القماش واخذوا يفكرون فى كيفية معاونة نجم الدين على دخول مصر وإبطال كيد سوداء واتفقوا على اشعال ثوررة عنيفة فى مصر حين ييخرج العادل للقاء نجم الدين فيضطر إلى العودة سريعا ثم خرجوا يدعون الناس سسرا إلى ما تفقوا علييه ويعرفونهم ببما يجب على الشعب للتخلص من الحكام الظالمين فالبلاد ملك الشعب والحاكم يبقى ما عدل فإن انحرف وجب عزله . واجتمع فى أحد القصور بالقاهرة الأمراء الكامليية وغيرهم من الغاضبين على العادل وحاشيته يفكررون فيما انتهت إلييه الأمور من السوء على يد العادل من لهو وعبث وبعده عن الناس وتركه زمام الأمور للحاشية التى كانت تفرض ما تشاء من الضرائب وتررتكب أبشع الجرائم اعتمادا على قربها من العادل وعن آلاف الدنانير التى تنفق على المساخر والسهر والخمر . واتفقوا على عزل العادل والقبض عليه وإرسال بعض الأمراء والكبراء إلى نجم الدين يحثونه على الإسراع بدخول مصر ويطمئنونه بما يرون من الشعب . وعندما علم نجم الدين بما اتفقت عليه سوداء والصالح إسماعيل على محاصرة نجم الدين من الخلف بجيش من دمشق يقوده الصالح إسماعيل ومن الأمام بجيش من مصر يقوده العادل . طمأنت شجرة الدر نجم الدين وهدأت من روعه بقولها : لا أظن الشعب المصرى يسكت على العادل فهذا الشعب يصبر أحيانا ولكنه لا يسكت عن حقه ويهدأ كثيرا ولكنه لا يخضع للغاصب . وصدقت شجرة الدر حيث أن جماعة الإصلاح أرسلوا إلى نجم الدين من يخبره بعزم الشعب على خلع وعزل العادل والقبض عليه فزال همه . جاء الأمراء بعدهم أبو بكر القماش جاء يخبره بعزم الشعب على عزل العادل والقبض عليه ففزع وزال همه .انطلق نجم الدين فى الطريق ألى مصر ومعه القماش وامراء المماليك وداود صاحب الكرك الذى يفكر فى الثمن الذى يظن أنه سيقبضه حتى يبلغ مصر وهودج شجرة الدر يهتز معلنا الفرحة حتى دخل الموكب بين العريش والعباسة وقابلتهم وفود مصر محيية حتى نزلوا بلبيس . وكانت هناك معسكرات الجيش المصرى تستقببل نجم الدين بطبولها التى تدق وهتافها يرتفع إلى عنان السماء ووجد نجم الدين أخاه العادل فى خيمة مقيدا ببالأغلال فقال نجم الدين : هذا جزاء الظالمين العابثين بأموال ودماء واعراض الناس . وأمر بالرحيل إلى القاهرة فتحرك الجيش وقلب نجم الدين يرفرف من الفرح وقلب شجرة الدر يفيض بالسرور تود لو طار بها الهودج وبلغ قلعة البل قبل ان تفلت سوداء بنت الفقيه من العقاب .