الفرج
ظل نجم الدين فى سجن داود بالكرك تحت سيطرة الحراس الغلاظ القساة لا تسليه إلا شجرة الدر وتذكره بالمواقف العصيبة التى وقف فيها رببه بجانبه وأكدت له أن داود لا يريد السوء وإنما يزيد فى أيام حبسه ليغلى الثمن وليفرض شروطه عليك وأن داود ببعد هذه المدة الطويلة سيرسل إليك يعرض شروطه وأرجو أن يوافق على كل ما يطلب حتى نتخلص من محبسه ونصل إلى بر السلامة .
نجم الدين يخبر شجرة الدر أنه يظن بعد هذه المدة الطويلة إلا قتلنا ** كانت وجهة نظر نجم الدين أن داود أطال حبسهما لأنه يريد قتلهما متخلصا منهم وقابضا الثمن الذى يعرضه العادل عليه . بينما كانت وجهة نظر شجرة الدر أنه أطال حبسهما ليغلى الثمن ويفرض شروطه ومطالبة فلو كان يريد قتلهما لما أبقاهما هذه المدة كلها فهما فى قبضته ولا أحد يمكنه إنقاذهما منه .
زحدث ما توقعته شجرة الدر فبعد سبعة أشهر أرسل داود إلى نجم الدين ولم يكذب ظنها ففى الصباح أرسل داود العماد بن موسك إلى نجم الدين يعده بإطلاق سراحه والسير معه إلى مصر ويشترط ثمنا لذلك ( دمشق وحلب والجزيرة والموصل وديار بكر ونصف ديار مصر ونصف ما ببالخزائن من المال ونصف ما عنده من الخيل والثياب فوافق نجم الدين .
فزعت ورد المنى ونور الصباح عندما علمتا بإطلاق سراح نجم الدين وشجرة الدر خوفا من العقاب الذى يصيبهما بسبب خيانتهما لسيدهما نجم الدين وخصوصا أن مكايدهما قد انكشفت وعلمت بها شجرة الدر . وأسرعتا بالكتابة إلى سوداء ببنت الفقيه تعلمانها بما حدث وتحذرانها من التهاون فى العمل وتخبرانها بأن نجم الدين وداود وشجرة الدر فى طريقهم إليها .
عندما وصل الكتاب سوداء بنت الفقيه فزعت وثارت لآن تدبيرها فشل ولأنهم تركوا داود يهرب من مصر وكان يجب إبقاؤه ومد آماله حتى تتمكن من نجم الدين ثم تأخذه بعده وجمعت القواد وقالت لهم فى غضب شديد عن اتفاق داود ونجم الدين وقد نصحتكم بإبقاء داود فى مصر نمنيه بالأماني حتى نتمكن من نجم الدين ثم نتخلص منه بعده وقالت فى شدة لن يفلت نجم الدين ولن ينجو داود بينهما وبين مصر ما بين السماء والأرض وسوف أضعهما بين فكى الأسد .
وأرسلت كتابا إلى الصالح إسماعيل بدمشق تطلب منه السير إلى نجم الدين ليطبق عليه م الخلف فى الوقت الذى تسير إليه جيوش مصر فلا يستطيع النجاة ولا يجد مهربا .