- خدعة ومكيدة
قببل أن يصل رسول نجم الدين برسالته إلى داود فى مصر كان داود قد ترك مصر لعدم رضاه عن العادل وتيقنه من عدم معاونة العادل على بلوغ دمشق وجاء إلى قلعته بالكرك وأرسل إلى نجم الدين برسالة حملها عماد الدين بن موسك وسنقر الحلبى حيث قدما إليه التحية والتعظيم بعد أن وصلا إليه فسأل نجم الدين عن داود فأخبراه أنه فى قلعته فى الكرك كارها للعادل وفساد حاشيته ويعتذر عن كل ما بدر منه فى حقك ويريد أن يفتح صفحة جديدة معك .
تعجب نجم الدين من انقلاب حال داود هذا الانقلاب من عدو إلى صديق حميم وأحس بقرائحة الخيانة تفوح من أفواه هذين الرسولين وعندما أحس برغبتهما فى الإقامة أمر لهما بخيمة وطعام كثير .
وبينما هووشجرة الدر يتحدثان فى هذا الأمر إذا بأشباح تتحرك من بعيد وإذا بالأصوات ترتفع داعية إلى مواجهة الفرنج المهاجمين فطارد الفرسان هذه الأشباح حتى اختفت فى الصحراء واختفى الجنود وراءها .
سأل نجم الدين عن هذا الموقف العجيب فى انقلاب داود فجأة من عدو إلى صديق حميم وهذه الأشباح التى ظهرت ثم اختفت وادعاء أنها جنود الفرنج المهاجمين .
شك نجم الدين فى أن يكون ذلك أمرا مدبرا لإبعاد جنوده عنه وإلحاق الأذى به وقد صدق شكه إذ فوجئ بالظهير وعماد الدين يطلبان منهما ركوب البغلتين للقيام بزيارة لمريض حتى ينالا الثواب فالمرء يثاب رغم أنفه وسار الركب حتى اختفوا فى الظلام .
فرح العادل وأمه عندما وردت إليه الأنباء بما حدث لنجم الدين واهتزت القلع فرحا وأمرت سوداء بنت الفقيه بإقامة الزينات ودقت الطبول يبشرون الناس بالأيام السعيدة بعدما زال المنافس العنيد .
وأرسل العادل رسالة إلى داود بالكرك يهنئه على هذه الضربة الموفقة ويسأله أن يرسل إلييه نجم الديين فى قفص من حديد نظير أربعمائة دينار ( 400 دينار ر) وملك دمشق ثمنا لهذه الهدية الثمينة بينما اجتمع أبو بكر القماش وأعوانه من دعاة الإصلاح فى دار ( بحارة برجزان ) بالقاهررة للبحث عن حل لهذه المأساة