4- عقبة فى طريق الأمل بعد أن استقر نجم الدين فى دمشق عرض للعقبات التى تحيل دون الوصول إلى حكم مصر وشجرة الدر تطمأنه وتقول له : بعزم مولاى تهون الشدائد وبتوفيق الله تزول العقبات وليس مع الشجاعة والعزم الصادق صعب ولا مع الإيمان بالحق صعب . شكرها نجم الدين على حلاوة كلامها وثقتها فيه . شجرة الدر : تقول له وكيف لا ومولاي نجم الدين الأيوبي هو مصدر قوتى وشجاعتي يمنحني العزم والإقدام دخل عمى نجم الدين ( مجير الدين وتقي الدين ) وقد جاءا من مصر هم وبعض الأمراء حدثوه عن فرارهم من العادل وعن مصر وإلحاح الشعب على أن يمد نجم الديين يده ويسرع بالقدوم ويخلصهم من شر العادل وحاشيته . يصيح تقى الدين فى نجم الدين : قائلا : الواجب يدعوك يا مولاي فمتى تلبى النداء . , واجب على مولاي أما م الله أن ينهض إلى مصر ويطفئ النار المشتعلة ببها قبل أن تحرقها إن مصر قوة هائلة إذا ضعفت ضعف الشام معها إنها القلب النابض لكل جيوشنا فهلا يعجل مولاى بالرحيل إليها لينتشلها مما هى فيه . اقتنع نجم الدين بعد أن فكر فهو يعرف أن مصر قوة هائلة عظيمة يستطيع أن يضرب ببها الفرنج الضريبة القاضية وهو لا ينسى جرائمهم فى دمياط وكيف أخذوه أسيرا فى عهد والده الكامل سنة 615 هـ ببعد أن اقتنع نجم الدين أرسل إلى عمه الصالح إسماعيل يطلب منه أن يسرع إلييه ليساعده فى دخول مصر الذىلم ينتظر وصول عمه إسماعيل قبل أن يصل كتاب نجم الدين إلى عمه الصالح إسماعيل كان كتاب ( ورد المنى ونور الصباح ) قد وصل الصالح إسماعيل يبلغانه فيه باتفاق نجم الدين والجواد ويحذرانه من خطر ذلك عليه ورد هو عليهما يحثهما على بث الفرقة بين جنود نجم الدين وخاصة من معه من الأيوبيين . وقامتا على الفور بالاتصال بعميه مجير وتقى الدين ودار بينهم حديث طويل سخرت فيه ورد المنى منهما وكيف أنهما صبرا على الطاعة للجارية شجرة الدر التى تأمر وتنهى وإذا وصلت إلى الحكم سوف تقضى على الأيوبيين فانخدع الرجلان وعاوناها على إشاعة الفرقة بين أتباع نجم الدين من الأيوبيين. وصلت الأنباء إلى نجم الدين تشير إلى أن إسماعيل هجم على دمشق بجيش ضخم واقتحمها وحاصر قلعتها وحصر فيها ابنه المغيث الذى تركه حاكما عليها . تشاور نجم الدين مع عميه الذين قالا له أن أموالنا وأولادنا هناك أننتظر حتى يذهب الصالح إسماعيل إلى دمشق ويقبض على أهلنا ويذيقهم الهوان وأشارا عليه بالذهاب إلى دمشق ليؤدب عمه إسماعيل وجنوده أما شجرة الدر فكانت تفضل التقدم إلى مصر ومن هناك يعرف سيف الدين كيف ينتزع دمشق ويؤدب الصالح إسماعيل وجنوده . وعند القصير وصلت الأنباء بسقوط دمشق فى يد الصالح إسماعيل وقبضه على المغيث بن نجم الدين وإلقائه فى السجن فتحدث معهما نجم الدين على عدم وجود جدوى من التقدم إلى دمشق ولكنهما سخرا منه وتقدما هما وأتباعهما إلى دمشق وتركوا نجم الدين وليس معه سوى شجررة الدر ومماليكه . وقالت شجرة الدر : أن كل الأمراء حاقدون علييك ولن ينفعوك ولن ينفعك سوى تكوين جيش من غلمانك الذين تنشئهم على طاعتك وتملأ قلوبهم بحبك ووافقها نجم الدين وقال لها معك حق يا شجرة الدر ولكن كيف تخرج من مأذق اليوم ؟ فقال له إن الأمل فى داود صاحب الكرك فهو فى حاجة إلينا لنعاونه على أن يأخذ دمشق فيرد الجميل بمساعدتنا فوافق نجم الدين على ما قترحت شجرة الدر وشكر لها رأيها الصائب وكتب إلى داود وكتب إلى داوود يعده ويمنيه .